في حضرة الشباب.. أبوغزاله يزرع الأمل ويرسم خارطة التميّز

اليرموك تفتح أبوابها للعقل العربي.. وأبوغزاله يفتح نوافذ الأمل
أبوغزاله لاحدود للطموح والفشل فرصة لاكتشاف الذات

شهدت جامعة اليرموك حدثا استثنائيا باستضافتها المفكّر العربي، الدكتور طلال أبوغزاله، في ندوة علمية أقامتها بعنوان "مستقبل التعليم"، ووجّه فيها العديد من النصائح والرسائل التي تشكّل دليلا لكلّ شابّ وشابّة يطمح للتفرّد وصناعة المجد في حياته.

لقد جسّدت جامعة اليرموك بتلك المحاضرة حقيقة الدور الذي يُفترض أن تضطلع به المؤسسة التعليمية اليوم، فمهمة الجامعة لم تعد تنحصر بتدريس المناهج المقررة، بل بناء انسان وجيل واعٍ قادر على صنع المستقبل، ولعلّ الدكتور أبوغزاله خير من يمكن الاستعانة به في هذا المجال..

خلال المحاضرة، وجّه أبوغزاله رسائل إلى كافة الأطراف ذات العلاقة بملفّ التعليم، بما في ذلك القائمين على شؤون ملفّ التعليم في بلادنا، فأكد على ضرورة إحداث تغيير وإصلاحات جراحية لمنظومة التعليم، باتجاه التحوّل إلى التعلّم المعرفي بدلا من نظام التعليم التقليدي الحالي القائم على التلقين.

ولم يتوقف أبوغزاله عند تلك الرسالة، بل أتبعها برسالة طمأنة إلى الأساتذة الجامعيين والمعلّمين، أشار فيها إلى أن التحوّل نحو التعلّم المعرفي لا يعني أبدا الاستغناء عنهم وفقدانهم وظائفهم، مستدركا أن دور المعلّم يجب أن يتغيّر من تلقين الطلبة إلى إرشادهم للطريق الصحيح.

وخصص أبوغزاله الجزء الأكبر من نصائحه إلى الشباب الذين غصّت بهم القاعة، داعيا إياهم لعدم الاستسلام لأي ظرف، مستعرضا المعاناة التي عايشها منذ نعومة أظفاره ودفعته للتميّز، مشددا على أن المعاناة والمحنة هي في جوهرها فرصة ونعمة، وأن الحاجة أقوى من الثقة بالنفس، "فالحاجة لا تدع أمام المرء خيارا إلا التفوّق والنجاح".

وبكلمات تُكتب بماء الذهب، دعا أبوغزاله الشباب إلى اطلاق طموحاتهم وعدم الاستسلام للفشل، قائلا إن "الفشل هو فرصة للتعلّم وبالتالي النجاح، ولا يجوز أن يكون لطموحاتكم حدود، ولا يحقّ لأحد أن يحدد سقف طموحاتكم"، فيما أكد المفكّر العربي أن المستقبل هو لتقنيات المعرفة.

الواقع أن ما قامت به جامعة اليرموك من استضافة استثنائية للدكتور أبوغزاله يكشف عن رؤية حصيفة لدى ادارة الجامعة التي تدرك أن بناء الأجيال لا يكون من خلال المناهج الدراسية وحسب، بل من خلال تنمية عقل الطالب وشخصيته، والتركيز على تحفيز إرادته للعمل والتميّز والابتكار، وهذا بالضبط ما يركّز عليه أبوغزاله في كلّ لقاءاته.

بقلم: احسان القاسم