من التعليم إلى التعلّم: دعوة أبوغزاله لتجديد الفكر والتعليم في الوطن العربي

من التعليم إلى التعلّم: دعوة أبوغزاله لتجديد الفكر والتعليم في الوطن العربي

"العلم مثل جزيرة محاطة بالجهل، كلّما ازداد علمنا اتسعت شواطئ الجزيرة، وأدركنا ازدياد جهلنا"، واحدة من العبارات العظيمة التي نشرها الدكتور طلال أبوغزاله ضمن سلسلة الأقوال والحكم التي دأب المفكّر العربي على توجيهها إلى أبنائه في الوطن العربي الكبير، ولعلّنا اليوم، وفي ظلّ ثورة المعرفة وفي عصر الذكاء الاصطناعي الذي نعايشه، نلمس واقعية تلك العبارة وأهميّتها.

ويؤكد الدكتور أبوغزاله في سلسلة الحِكم والأقوال أن "الإبداع لا ينضب، لأنك كلّما أبدعت كلّما كان لديك المزيد من الإبداع"، فمهنة المبدع والمخترع لا حدّ لها، ولا تتوقف، لأنها مبنية على قدرة العقل على الابداع والابتكار، وبالتأكيد فإن هناك حاجة ملحّة لاعتماد نظام تعليمي قادر على تحفيز القدرات العقلية لدى الطلبة.

ويدعو أبوغزاله الشباب إلى التركيز على "التعلّم الذاتي" باعتباره الأكثر فائدة من "التعليم"، مشيرا إلى أن "ثورة المعرفة يجب أن تنقلنا من التعليم إلى التعلّم"، كما حثّ المفكّر العربي الشباب على "الحرص دائما على تنشيط عقولهم، تماما كما أن قلوبهم تنبض دون انقطاع"، وذلك من خلال مواصلة التعلّم والتسلّح بالمعرفة.

الحقيقة أن تلك العبارات هي فيض من غيض مطبوعة "من طلال أبوغزاله إلى أبنائه: أقوال وحِكم" والتي أصدرتها مجموعة طلال أبوغزاله مؤخرا متضمنة سلسلة نصائح وجهها المفكّر العربي إلى أبنائه في الوطن العربي، وهي تضعنا أمام حقيقة واحدة؛ أن علينا التحوّل من مفهوم "التعليم" التقليدي إلى "التعلّم" الذي يشجّع ويحفّز الطالب على الابداع والابتكار، فكما يقول أبوغزاله نفسه: "نحن أمام خيارين؛ إما الابتكار أو الاندثار".

إن التعامل مع الحِكم والأقوال التي يطلقها الدكتور أبوغزاله على أنها مجرّد نصائح يوجهها المفكّر العربي إلى أبنائه في الوطن العربي، إنما يشير إلى قصور في الإدراك، والأصل أن يستلهم صانعو القرار في بلادنا العربية الحكمة منها أيضا، ليتمّ بناء سياساتنا التعليمية على أساسها، فلا يُعقل أن نبقى متمسّكين ومتشبّثين بنفس النظام التعليمي الذي أُسس قبل اختراع الانترنت!

ولو كنت ناصحا أمينا لأصحاب القرار لما اكتفيت ببناء السياسات التعليمية على أساسها فقط، بل ولعمدت إلى تضمينها في المناهج الدراسية ليتشرّبها الجيل الجديد، فكما يقول أبوغزاله: "صناعة المستقبل وتكوين الثروة أمران مرهونان بأطفال الانترنت، فهؤلاء هم المواطنون الرقميّون القادمون بقوّة لتغيير العالم".

بقلم: أحمد توفيق