الدكتور أبوغزاله يؤيد توصيات باسكال لامي من أجل منظمة تجارة عالمية مرنة

عمّان
– أكد سعادة الدكتور طلال أبوغزاله دعمه الثابت للكلمة الرئيسية التي ألقاها صديقه
القديم والمدير العام الأسبق لمنظمة التجارة العالمية (WTO) سعادة باسكال
لامي، وذلك خلال مائدة مستديرة نظمتها منظمة CUTS في جنيف بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر 2025. وقد عرض لامي إطارًا شاملاً
بثلاثة أبعاد زمنية للتعامل مع الضغوط القصيرة والمتوسطة والطويلة الأجل على
النظام التجاري العالمي.
وتحدث
باسكال لامي عن السياسة التجارية الأمريكية قائلاً: "إنها في المدى القصير، الدولة
الوحيدة على وجه الأرض التي مرت بثلاث موجات كاملة من الحماية التجارية الواسعة
النطاق خلال الـ150 عامًا الماضية"، مضيفًا أنه لا توجد دولة أخرى شهدت
تعاقبًا مماثلاً في موجات الحماية التجارية.
وأشار
إلى أن فرض جدار جمركي بنسبة 20% لن يؤدي إلى انهيار عالمي، موضحًا أن
"رأسمالية السوق العالمية شديدة الفاعلية في امتصاص مثل هذه التغييرات
النسبية في الأسعار. هذا التكيف سيحدث من دون عواقب عالمية كبرى، شريطة تجنب
العدوى والاستمرار في تنويع التجارة."
أما
في المدى المتوسط، فقد حذر لامي من أن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة تعيد تشكيل
القواعد التجارية، قائلاً: "روسيا غزت أوكرانيا. إسرائيل تغزو فلسطين.
التنافس الأمريكي–الصيني ازداد حدة. لقد عدنا إلى لعبة القوة. وهذا ينعكس مباشرة
على التجارة الدولية، مما يغيّر التوازن بين الكفاءة والأمن." وحثّ أعضاء منظمة
التجارة العالمية على الدخول في حوار مركز حول استثناءات الأمن القومي لتفادي تفكك
غير مبرر في النظام التجاري.
وفي
المدى الطويل، قال لامي: "في الماضي، كانت الإجراءات التجارية تهدف إلى حماية
المنتجين. أما اليوم، فهي تهدف بشكل متزايد إلى حماية الناس. العقبة الحقيقية أمام
التجارة تكمن الآن في التباينات بين الإجراءات التي تشترك في أهداف متقاربة، مثل
الصحة أو حماية البيئة أو التنظيمات الرقمية." وأوضح أن هذه الاختلافات نابعة
من الطريقة التي يحدد ويدير بها كل بلد مفهوم المخاطر، والتي تتأثر بسياقه الثقافي
والتاريخي والجغرافي الفريد، مما يجعل من الصعب توحيد المعايير الوقائية عبر
الحدود من دون خلق حواجز غير مقصودة أمام التجارة.
كما دعا
إلى وضع نهج جديد لمنظمة التجارة العالمية يقوم على تقليل المخاطر التي تهدد الصحة
العامة أو السلامة أو البيئة أو الأمن الرقمي (مبدأ الاحتراز)، والاستفادة من
الاتفاقيات القائمة والاجتهادات السابقة لآلية تسوية المنازعات، وإعادة جعل بناء
القدرات محورًا أساسيًا في مهمة المنظمة.
وفي
كلمته الختامية، شدّد على وجود أولويتين إصلاحيتين:
إعادة إحياء نظام تسوية
المنازعات وتوسيع المنصّة متعددة الأطراف للاستئناف المؤقت، وذلك لاستعادة
المصداقية.
تمكين أمانة منظمة التجارة
العالمية من حق المبادرة، والاستفادة من "خبرتها الاستثنائية"
لتوجيه تطوير النهج (العقيدة) وتقديم المساعدة الفنية.
وعقّب الدكتور طلال أبوغزاله قائلا: "كما أشار السيد باسكال
لامي ببلاغة، فإن النظام التجاري متعدّد الأطراف يقف عند مفترق طرق حاسم. وبصفته
صديقًا ومستشارًا قديمًا لمنظمة التجارة العالمية، فقد كان لإرشاداته أثر بالغ في
صياغة السياسات التجارية على مدى عقود. واليوم، أنضم إليه في الدعوة إلى نهج جديد
لمنظمة التجارة العالمية، نهج يستند إلى التوازن بين الحماية والاحتراز، ويعزز
بناء القدرات ويحافظ على القواعد الأساسية التي تقوم عليها الازدهار العالمي."
وقال: "أشكر سعادة باسكال لامي على مقترحاته المتميزة
لجعل منظمة التجارة العالمية مؤسسة تتطلع إلى المستقبل، وآمل أن تؤخذ هذه
المقترحات بعين الاعتبار وتُنفّذ دون إبطاء."
وأعرب الدكتور أبوغزاله عن تقديره العميق
لسعادة السيد لامي، قائلاً: "من خلال عملي المشترك معه في مجلس المنظمة منذ
تأسيسها، أؤكد ثقتي التامة بكفاءته الرفيعة وما حققه من إنجازات بارزة".

.png)