أبو غزاله: صمود غزة هو الانتصار الحقيقي

عمان - أجرى رئيس ومؤسس مجموعة طلال أبوغزاله العالمية الرقمية، الدكتور طلال أبوغزاله، مقابلة استثنائية مع منصة "سبوت شوت"، تناول فيها جملة من الملفّات الاقتصادية والسياسية والفكرية الهامة، بدءا من الهجوم السيبراني الذي تعرّضت له المجموعة مؤخرا وصولا إلى مستقبل النظام العالمي.
وكشف الدكتور أبوغزاله عن تعرّض المجموعة لهجوم سيبراني استهدف عددا من كبريات الشركات العالمية، مؤكدا أن المجموعة نجحت في التعامل مع ذلك الهجوم، حيث أنها تحتفظ بكلّ معلوماتها وبياناتها في بلدين مختلفين.
وقال أبوغزاله إن استهداف الشركة مرتبط بكونها الشركة العربية الوحيدة التي دخلت في صناعة التكنولوجيا، فهي تنتج في الأردن ومصر ولبنان كلّ أدوات التكنولوجيا، بما فيها الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية "التابلت" وأجهزة اللاب توب، وهي تنافس في ذلك عمالقة الابتكار في العالم.
ووجّه أبوغزاله نصيحة للشباب العربي أكد فيها أهمية "الابتكار"، لافتا إلى أنه انتخب مؤخرا رئيسا للشبكة العربية للابتكار.
وفي الشأن العربي والدولي، جدد الدكتور أبوغزاله تأكيده على أن غزة انتصرت بصمودها، معتبراً أن مجرد عدم تمكن الاحتلال من تحقيق أهدافه هو بحد ذاته انتصار، فيما شدد على أن الحرب على غزة ليست مجرّد ردّ فعل على عملية طوفان الأقصى، وأن العملية التي أطلقتها المقاومة في 7 اكتوبر ليست بداية الصراع العربي والفلسطيني الاسرائيلي، بل أنها جاءت نتيجة لاحتلال مستمرّ منذ عام 1948.
ولفت أبوغزاله إلى أن حرب غزة كبّدت العدوّ الصهيوني خسائر بشرية وخسائر اقتصادية باهظة، إلى جانب نجاح الشعب الفلسطيني في كشف حقيقة هذا الاحتلال الغاشم أمام الرأي العام العالمي.

وحول ما أعلنه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من حلم "اسرائيل الكبرى"، رفض أبوغزاله الحديث عن كون العدوّ يحتلّ أرضا في سوريا أو لبنان أو غزة، مشيرا إلى أنه لا يجوز الإقرار بالاحتلال لأن المحتلّ عاجز عن فرض الأمن أو السيادة على تلك الأراضي، داعيا الإعلام والإعلاميين العرب لاستخدام المصطلحات والتعابير الصحيحة وليست تلك المترجمة عن الإعلام الصهيوني والإعلام الغربي المتواطئ، فالاحتلال هو اعتداء مرفوض على حقوق الغير ويجب زواله مهما كانت الظروف والمبررات.
وأكد الدكتور أبوغزاله ايمانه المطلق بنهاية اسرائيل "القريبة"، مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني أقيم بعد "هولوكوست" وهو ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة اليوم تحت مسمى "الإبادة الجماعية".
وأشار أبوغزاله إلى أن القضية الفلسطينية ستتأثر بشكل مباشر بنتائج الصراع الأمريكي الصيني الدائر حاليا، والذي ستكون نهايته بعد نحو عامين، عندما يصطدم الطرفان عسكريا على جزيرة تايوان التي تعتبر المصدر الأول لإنتاج أشباه الموصلات والمعالجات التي لا يمكن تشغيل أي جهاز في العالم بدونها.
وأوضح أبوغزاله أن نهاية ذلك الصراع ستكون على طاولة المفاوضات، حيث ستُرسم خلالها ملامح النظام العالمي الجديد، والاتفاق على إدارة مشتركة للعالم، وبالتالي انتهاء حالة "الأحادية القطبية" التي يعيش العالم في ظلّها اليوم والتي سمحت للعدوّ الصهيوني أن يمارس كلّ هذه الجرائم.
وأكد أبوغزاله أن سقوط الأحادية الأمريكية سيؤدي تلقائياً إلى تراجع النفوذ الإسرائيلي في الشرق الأوسط، متوقعاً أفول هيمنة الدولار على المدى القريب، في ظل التوجه نحو العملات الرقمية السيادية. فيما انتقد الاقتصادي العريق العملات المشفرة غير المدعومة بمؤسسات رسمية، معتبراً أنها أداة لكشف المتعاملين أكثر مما هي بديل نقدي حقيقي.
وحذّر أبوغزاله من كساد عالمي كبير على غرار الكساد العالمي الكبير في عام 1930، وذلك نتيجة السياسات الاقتصادية الحمائية التي تتبعها الولايات المتحدة حالياً والقرارات الاقتصادية التي يتخذها ترامب وتشبه إلى حدّ كبير قرارات الرئيس الأمريكي الأسبق هربرت هوفر، مشيراً إلى أن فرض الرسوم الجمركية وقيود التجارة سيقود إلى الغلاء والبطالة وارتفاع الأسعار.
وقلل الدكتور أبوغزاله من أهمية "قمة ألاسكا" التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، قائلا إنها لم تُسفر عن أي شيء حقيقي.

وتوقف الدكتور أبوغزاله عند تجربته في الأمم المتحدة، لافتا إلى الكتاب الذي أصدره مؤخرا بعنوان "من الأمم المتحدة إلى الشعوب المتحدة"، والذي دعا فيه لإجراء إصلاحات جراحية لهذه المنظمة، تبدأ بإلغاء "الفيتو" وسحب هذه الميزة من الدول الخمس دائمة العضوية.
في ختام حديثه، اعتبر أبوغزاله أن واحدا من أهمّ الدروس التي تعلّمها في حياته هو أن "الصمود يعني الانتصار"، مخاطبا الشباب العربي قائلا: "كل مشكلة تواجهكم هي فرصة لتتعلموا وتنتصروا عليها، لا تستسلموا أبدا، فالمستقبل ملك للمبتكرين".