السيمفونية التاسعة لأنطونين دفوراك: قفزة جديدة في عالم الموسيقى
السيمفونية التاسعة لأنطونين دفوراك: قفزة جديدة في عالم الموسيقى
بثت طلال أبوغزاله بودكاست حلقة خاصة بالسيمفونية التاسعة للمؤلف الموسيقي أنطونين دفوراك ضمن فقرة "سيمفونية المساء"، ويعد المؤلف التشيكي أنطونين دفوراك استثناء، فهو من الأوروبيين القلائل الذين اختبروا التنوع الموسقي الأمريكي ووظفوه، كما بدا جلياً في سمفونيته التاسعة العظيمة والتي تعتبر إحدى أعظم الأعمال السيمفونية للمؤلف التشيكي دفوراك.
عادة ما ينظر إلى الموسيقى السيمفونية باعتبارها فنّاً لا يمكن أن يتخطى عتبة القرن التاسع عشر، حيث تمثل مرحلة من تبلور التقاليد الكلاسيكية في الموسيقى، ولا يمكن خلطها مع التحوّلات التي طالت التاريخ الحديث من حروب وسياقات فكرية جديدة ونزعات استهلاكية.
لكن في نهاية القرن التاسع عشر والسنوات الأولى من القرن العشرين، وقف الموسيقار التشيكي البوهيمي أنطونين دفوراك، أحد مؤسسي مدرسة الموسيقى القومية التشيكية، ضد هذه الرؤية معتبراً أن الفن السيمفوني لا بد أن يظلّ أداة تعبير على كل الأزمنة.
وكان دفوراك في ذلك الوقت قد وصل حديثاً إلى الولايات المتحدة الامريكية أو ما يسمى بالجزيرة الجديدة آنذاك، حيث كان شديد الشعور بالغربة والوحدة وعاجزاً عن التأقلم مع هذا البلد الجديد.
وتدعيماً لنظريته، ونتيجةً لشعوره بالوحدة والملل، قام دفوراك بتفجير أبرز أعماله وآخرها، "السيمفونية التاسعة" أو كما جرى تداولها "من العالم الجديد"، والتي تعتبر أحد أفضل وأروع وأهم الأعمال اليسمفونية في الموسوعة العالمية للموسيقى الكلاسيكية الحديثة، فقد مثّلت قفزة جديدة في عالم الموسيقى، حيث وظّف دفوراك عناصر سمعية أميركية في كتابة موسيقى جديدة، مع الحفاظ على القالب الكلاسيكي، باعتبار الولايات المتحدة الأميركية مثلت وقتها رمزاً للتحوّلات الفنية الكبرى ودعامة لها.
يغلب على السيمفونية التاسعة لدفوراك مزيج من الحنين بموسيقى تشيكية بوهيمية، وامتلأ باقتباسات من موسيقى الإفريقية الحزينة الشاكية، وكذلك إيقاعات هندية، وشتى ألوان الفولكلور الذي اكتشفه دفوراك في القارة الجديدة.
وتجدر الإشارة بأنه بالإمكان الإستماع للبث الرقمي من خلال تحميل التطبيق الخاص به والموجود على منصتي "آب ستور" و"غوغل بلاي"، أو عبر موقعها الإلكتروني الرسمي: