سيمفونية شوستاكوفيتش السابعة "لينينغراد"

سيمفونية شوستاكوفيتش السابعة "لينينغراد"

قامت طلال ابوغزاله للبث الرقمي بعرض حلقة خاصة بسيمفونية "لينينغراد"، سابعة أحد أشهر مؤلفي القرن العشرين، الموسيقي الروسي السوفييتي دميتري شوستاكوفيتش     Shostakovich “Dmitri، وذلك ضمن فقرة "سيمفونية المساء".

وبالحديث عن (شوستاكوفيتش) الموسيقي الروسي الكبير الذي فاجأه الحصار النازي المشترك مع القوات الفاشية الفنلندية وهو في بيته في مدينة الشمال الروسي لينينغراد (بطرسبرغ اليوم)، حيث أضحى (شوستاكوفيتش) محاصَراً في مكان لا يبرحه، يراقب من حوله مشاهد الخراب والدمار، إضافة إلى أخبار المجاعات وسقوط الموتى بالمئات تحت وابل القصف المعادي أو بفعل الأمراض المنتشرة.

وبدلاً من أن يستكين (شوستاكوفيتش) إلى الرعب والصمت، وجد نفسه يعود إلى أوراقه القديمة ساحباً قطعة بوليفونية كان قد بدأ يشتغل عليها منذ سنوات كنوع من التكريم لذكرى (لينين) قائد الثورة البولشفية ومؤسس الاتحاد السوفياتي، إذ رأى (شوستاكوفيتش) حينها أن الوقت بات مناسباً لإحياء ذلك العمل، محولاً إياه من تكريم ل (لينين) إلى تكريم لصمود (لينينغراد) في وجه الحصار النازي.

فاشتغل الموسيقار على ذلك العمل طوال عام 1941 في أربع حركات متتالية (بدءاً من "الليغريتو" على شكل "سوناتا" تُعزف غالباً بآلات وترية، مروراً بـ"موديراتو" هو الأقصر بين الحركات، لكنه الأكثر تقلّباً حيث تفاجئ آلات القرع المستمع وسط الحركة بانتقال عنيف يمهد لـ"الأداجيو" الذي يشغل الحركة الثالثة، مصوّراً في جزء منه إبحاراً على نهر النيفا، ليصل بعد ذلك إلى الحركة الأخيرة، "اليغرو نو تروبو"، التي تستعيد الهدوء كما لو أنها تتنبّأ بعودة المدينة إلى أهلها).

وأمست هذه السيمفونية عملاً غريباً في قوّتها وهدوئها، وتلقّاها الشعب السوفياتي بفرح عظيم، وراحت حكاية تأليفها تتحوّل بالتدريج إلى أسطورة شعبية، لتعتبر رمزاً للصمود في وجه الحرب والعنف والموت، حتّى أنّ مجلة "تايم" خصّت غلافها ل (شوستاكوفيتش)، معتبرةً إيّاه رمزاً لمناهضة الحصار ومقاومة النازية.

وأعادت هذه السيمفونية اعتبار (شوستاكوفيتش) من جديد، كونه واحداً من كبار الموسيقيين الذين عرفهم الاتحاد السوفياتي في القرن العشرين، بعد أن كان عمل هذا الفنان المبدع وسيبقى مليئاً بالتناقضات، بشكل يسير ربما بالتوازي مع تناقضات الحياة السياسية في روسيا السوفياتية بين عام 1906، الذي ولد فيه، وعام 1975 الذي شهد نهاية حياته.